دعونى أحدثكم اليوم عن أجدادنا و النوادر العظيمة التى نتعلم منها العظة و العبرة
و سوف يكون المقال عن أذكياء أجدادنا و طريقة تعاملهم مع الآخرين و لنبدأ
حكى أن هشام بن عبد الملك قدم حاجا الى مكة
فلما دخلها قال : أتونى برجل من الصحابة
فقيل : يا أمير المؤمنين قد توفوا.
فقال : ائتونى برجل من التابعين.
فأتى بطاووس اليمانى فلما دخل عليه خلع نعليه بحاشية بساطه ولم يقل له السلام عليك يا أمير المؤمنين.
ولكن قال : السلام عليك يا هشام ولم يكنه و جلس بازائه وقال : كيف أنت يا هشام ؟فغضب هشام غضبا شديدا حتى هم بقتله.
فقيل له :أنت فى حرم الله وحرم رسوله ولا يمكن ذلك
فقال له : ياطاووس ما الذى حملك على ما صنعت ؟
قال : وما الذى صنعت ؟
فازداد هشام غضبا وغيظا وقال :
خلعت نعليك بحاشية بساطى ولم تقبل يدى
ولم تقل حين سلمت يا أمير المؤمنين ولم تكننى وجلست. بازائى بغير أذنى وقلت كيف أنت يا هشام؟
قال طاووس :أما ما فعلت من خلع نعلى بحاشية بساطك
فانى أخلعهما بين يدى رب العزة كل يوم خمس مرات
ولا يعاقبنى ولا يغضب على .
وأما قولك لم تقبل يدى فإنى سمعت أمير المؤمنين
على بن أبى طالب رضى الله عنه يقول
لا يحل لرجل أن يقبل يد أحد إلا امرأته أو ولده .
وأما قولك لم تسلم على قائلا يا أميرالمؤمنين فليس كل الناس راضين
بإمرتك فكرهت أن
أكذب وأما قولك لم تكننى فإن الله تعالى سمى أنبيائه فقال : يا داود ، يا يحيى ، يا عيسى
وكنى أعدائه فقال :
(تبت يدا أبى لهب وتب)
وأما قولك جلست بازائى فإنى سمعت أمير المؤمنين على رضى الله عنه
يقول :إذا أردت أن تنظر إلى رجل من أهل النارفانظر إلى رجل جالس و حوله قوم قيام فقال هشام : عظنى .
فقال طاووس : سمعت أمير المؤمنين على رضى الله عنه يقول :
إن فى جهنم حيات كالقلال
وعقارب كالبغال تلدغ كل أمير لا يعدل فى رعيته ..